مشاركة:

المقالات


image not found

الله! الله! في أهل غزّة ياعلماء الإسلام!

محمد عناية الله أسد سبحاني

نشر في الموقع الإسلاميون يوم 27- 07- 2014

الشهر شهر رمضان، ولقد مضى على العدوان الصهيوني العربي في هذا الشهرالكريم مايقارب ثلاثة أسابيع، وإخواننا في غزة في حالة حرجة قاسية !

 في حالة تسرّ الأعداء، وتحزن الأصدقاء !

في حالة يصير الحليم فيها حيران !

في حصار ومضايقات كأنهم في فم الثعبان !

لوكان هذا العدوان عدوانا صهيونيا خالصا لكان الأمر هيناً، وكان أمرا عاديا. ولكن كيف العزاء إذا كان هذا العدوان بدعم وتحريض وتخطيط  من أمراء المسلمين ؟!

كيف العزاء إذا كان هذا العدوان من آل سعود، وأمراء الأمارات العربية المتحدة، وهم كانوا موضع حب وتقدير، وموضع رجاء وآمال للمسلمين ؟

فهذا العدوان عدوان عربي بقدر ما هو عدوان صهيوني ! بل هو عدوان عربي خالص في ثوب عدوان صهيوني حاقد !

إن ما يجري الآن في أرض مصر، وفي قطاع غزّة أمر في غاية السوءّ !

أمر لايقرّه الإسلام ! ولايقرّه الطبع السليم !

أمريتنافى مع المروءة والحياء !

 أمريتنافي مع أبسط قواعد الأخلاق !

ومن يستطيع أن يعالج هذه الفتنة العمياء الصماء البكماء غيركم؟ يا علماء الإسلام !

من يستطيع أن يقمعها، ويبدّد شملها، ويطفئ نيرانها غيركم؟  ياقادة الإسلام !

إن مسؤليتكم كبيرة في مثل هذه الأوضاع السيئة المشؤومة يا علماء الإسلام !

إن الملوك والأمراء لايستطيعون أن يتحركوا هذه التحركات الشيطانية إلا بتأييد من علمائهم.

وإذا لم يجدوا دعما وتأييدا من علمائهم، لم يجدوا دعما وتأييدا من شعوبهم ورعيتهم.

وإذا لم يجدوا دعما وتأييدا من علمائهم وشعوبهم، عجزوا عن الاسترسال وراء شهواتهم الهابطة ونزواتهم الشيطانية.

أفيقوا، يا علماء الإسلام ! من غفلتكم، فغفلتكم عن مسؤليتكم هي التي أورثت المسلمين الكوارث والمحن !

وهي التي أذاقتهم لباس الجوع والخوف !

وهي التي خربت ديارهم، وأبادت خضراءهم، وأسكتت نأمتهم !

لقد فرطتم يا علماء الإسلام! في شأن إخوانكم المسلمين تفريطا لايغتفر، إن لم تتداركوا ما فاتكم بكفكم على أيدي ملوككم وأمرائكم !

كيف يهنؤ لكم الطعام والشراب ؟ يا علماء الإسلام ! وأنتم ترون بأعينكم إخوانكم الأحرار الأبرار، يقتلون ويعذبون، ويشرّدون !

كيف يهنؤ لكم النوم يا علماء الإسلام ؟ وأنتم تشاهدون إخوانكم قد دمّرت بيوتهم، ودمرت مساكنهم على ذراريهم ونسائهم، فهي خاوية على عروشها !

كيف يهنؤ لكم العيش يا علماء الإسلام ؟ ودين الله يحارب ! وبيوت الله تحرق وتهدم !

إن سكوتكم على هذه التصرفات الإجرامية المتتابعة عار عليكم إلى يوم القيامة !

وإن رضيتم بها، أو نطقتم بكلمة تبرّرون بها ما فعله ملوككم وأمراؤكم فويل لكم، ثم ويل لكم !!

إن هذه الدنيا بنعيمها وبهجتها، وبلذائذها وزخارفها زائلة فانية، وإن القصور الزاهية الفاخرة العامرة التي فتنتم بها، لابد أن تنقلب يوما إلى حسرة وندامة !

فلا تؤثروا الحياة الفانية على الحياة الباقية يا علماء الإسلام ! ويا علماء السعودية ! ويا علماء الأمارات !

أنتم ورثة الأنبياء، فكونوا ورثة الأنبياء، ولا تنسوا هذه الكرامة، ولا تزهدوا في هذا الشرف لعرض من الدنيا !

أنتم حملة كتاب الله، وأنتم شهداء الله في الأرض، فلا تكونوا مطايا لأمراء السوء ! و لاتكونوا مطايا لملوك الطغيان !

والقضية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ولامكان فيها للاجتهاد، فهي معركة الكفر والإيمان ! وحرب بين النور والظلام ! فكونوا مع النور والإيمان، ولاتكونوا مع الكفر والظلام !

وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.