المقالات
حيّاكم الله يا أهل غزة!
محمد عناية الله أسد سبحاني
نشر في الموقع الإسلاميون يوم 24- 07-2014
لقدأصابكم ياأهل غزة في العدوان الصهيوني القائم مالوأصاب الفيل لصرخ!
لقد حل بكم ما لو حل بالجبل لزال وتصدع ولم يستقر مكانه !
فقد أمطرت عليكم الصواريخ ، وأمطرت عليكم الرصاصات الحية ليلا ونهارا من غير رأفة، ومن غير حياء ! فقتلت رجالكم، وقتلت ذراريكم ، وقتلت نساؤكم، وهدّمت عليكم منازلكم، وحدث من الكوارث والمحن ما يجعل الولدان شيبا !
لقد رأى العالم على الشاشة مافعلت إسرائيل حينما وصلت إليهم جثمان قتلاهم، أووصلت إليهم أنباء قتلهم، فقد بكوا وانتحبوا !
بكوهم بكاء الثكالى ! وانتحبوا عليهم انتحاب الصبيان !
ولكنكم يا أهل غزة كنتم رجالا ! كنتم رجالا أيّ رجال ! فصبرتم صبرا على ما أصابكم، وصمدتم صمودا من غير تذمر ولاشكوى، وكأنكم تقولون بلسان حالكم: " وكان القتل للفتيان زينا !"
وكأنكم تغرّدون بصوت فيه وقار وهيبة وجلال !
وَإِنَّا لقوم مَـــــا نرى الْقَتْل سبة ... إِذا مَا رَأَتْهُ عَــــــــــــــــــــــــــــــــامر وسلول !
يقرب حب الْمَوْت آجالنا لنا ... وتكرهه آجــــــــــــــــــــــــــــــالهم فتطول !
وَمَا مَاتَ منا سيد حتف أَنفه ... وَلَا طل منــــــــــــــــــا حَيْثُ كَانَ قَتِيل !
تسيل على حد الظبات نفوسنا ... وَلَيْسَت على غير الظبات تسيل !
واها لكم، ثم واها واها ! حيث أبيتم أن تقبلوا التعازي على ما أصابكم، وطلبتم التهاني على قتل أبطالكم !
فماسمعنا لكم نحيبا! وما رأينا في أعينكم إلا دموعا صامتة لامعة، قد تكون دموع الشكر على ما أصابكم، أو على ما نال أبطالكم من فضيلة الشهادة في سبيل الله ! وفي سبيل الحرية والكرامة لدين الله !
والجدير بالذكر أن أهل غزة كلهم أبطال وأشبال، سواء كانوا من القيادات، أو من غير القيادات، وسواء كانوا من الرجال، أو كانوا من النساء، وسواء كانوا من الكهول، أو كانوا من الشباب ، أوكانوا من الأطفال !
إن أهل غزة ليسوا كأحد من الأقوام، ففيهم صبر وصمود، وفيهم بسالة وشجاعة، وفيهم سموّ وشموخ قلما يوجد في الأقوام !
إنهم نشؤوا على البذل والتضحية في سبيل الله ! نشؤوا على البذل والتضحية في سبيل الحرية والكرامة !
فإذا كان فيهم قتل ذريع وجرح فظيع، فهي خسارة لاتعوّض !
والذين يعضّون عليهم الأنامل من الغيظ، والذين فرضوا عليهم الحرب هم أعداء الله والرسول بلا شك، وأعداء المؤمنين أجمعين، وأعداء البشرية كلها !
وليس حديثنا عن إسرائيل، وليس حديثنا عن أمريكا أو فرنسا، فعداوة هذه الأقوام، وغيرها ممن تحذو حذوها، وتفري فريها، معروفة ومكشوفة لدى الجميع.
وإنما حديثنا عن دول الخليج، وفيها السعودية، وفيها الأمارات العربية المتحدة، فهي أشد كفرا ونفاقا من غيرها! وضررها أكبر من ضرر غيرها !
وما أصيب المسلمون بما أصيبوا، وما أصيب الإسلام بما أصيب في العصر الراهن إلا عن طريق هذه وتلك !
فإن كانت هذه الدول متواطئة مع إسرائيل وأمريكا على محاربة حماس !
وكانت متواطئة على مهاجمة غزة، ومهاجمة أبطالها وأشبالها !
و كانت متواطئة مع أعداء الإسلام في ضرب الإخوان المسلمين في مصر، وفي غيرها من بقاع العالم !
فلتعلم هذه الدول الخبيثة المجرمة أنها لن تجني من هذه المؤامرات الإجرامية إلا ما يسوءها ويغيظها !
ولن تجني من هذه المؤامرات الشيطانية إلا مايخزيها في الدنيا والآخرة !
ولن تجني من هذه المؤامرات الكافرة الغادرة إلا نار جهنم، تخلد فيها ما دامت السماوات والأرض !
إن عقلاء المسلمين في الهند، الذين كانوا يحملون النصح والمودة للسعودية والأمارات منذ قديم، وكانوا يهتزون لذكرها، ويفرحون بحديثها،جعلوا يكرهونها ويمقتونها ويبغضونها، و يسبّونها، و يرسلون عليها اللعنات في ليلهم ونهارهم، وصباحهم ومسائهم!
يرسلون عليها اللعنات بسبب مكرها السيّء ضد الإسلام وأهل الإسلام، ولايحيق المكر السيّء إلا بأهله !
الآن تعجّ الهند كلها، بل يعجّ العالم كله بالمظاهرات والاعتصامات ضد السعودية، وضد الأمارات العربية المتحدة، كما يعجّ بالمظاهرات والاعتصامات ضد إسرائيل وأمريكا.
والشباب يرفعون شعارات ويهتفون بهتافات تهين أمراء العرب وحكامها، كما يرفعون شعارات ويهتفون بهتافات تهين إسرائيل وأمريكا.
يا للعار !!! يا للعار !!! إن أمراء السعودية وأمراء الأمارات أصبحوا في عداد أعداء الإسلام، والمسلمون الصادقون لاينظرون إليهم إلا كما ينظرون إلى بني قريظة وبني النضير !!
وإن كانت الأمة الإسلامية لاينقصها المنافقون، الذين يطبلون للمنافقين أعداء الإسلام ! فإنهم نسوا أنفسهم، ونسوا ربهم، ونسوا دينهم وأمانتهم، ولايهمهم من دنياهم إلا المال، ولوكان مالا سحتا !
وصدق نبينا عليه الصلاة والسلام: تعس عبد الدينار! تعس عبد الدرهم !
رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)